موجة حر غير مسبوقة تضرب الولايات المتحدة الأمريكية
موجة حر غير مسبوقة تضرب الولايات المتحدة الأمريكية
اجتاحت موجة حر شديدة وغير مألوفة أجزاء واسعة من الولايات المتحدة هذا الأسبوع، لتفرض أجواءً أقرب إلى ذروة الصيف، رغم أننا ما زلنا في فصل الربيع.
وسُجلت درجات حرارة مرتفعة في ولايات متعددة، محطّمة أرقاماً قياسية مضى عليها أكثر من قرن في بعض المناطق، الأمر الذي دفع السلطات الجوية إلى إصدار تحذيرات صحية عاجلة للسكان، خاصة كبار السن والأطفال والعاملين في الهواء الطلق، بحسب ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، اليوم الأربعاء.
وأطلق خبراء الأرصاد الجوية في الهيئة الوطنية للأرصاد سلسلة تنبيهات عاجلة، محذرين من تداعيات التعرض الطويل لأشعة الشمس، ومطالبين السكان بالبقاء في أماكن ظليلة أو مكيّفة.
وأوضح الخبير في هيئة الأرصاد الجوية في منطقة هيوستن وجالفستون، كاميرون سيلف، أن "الطقس هذا الأسبوع يبدو أقرب إلى شهر أغسطس منه إلى مايو"، في إشارة إلى الطبيعة الاستثنائية لهذه الموجة.
تكساس في الصدارة
سجّلت ولايات الجنوب، وعلى رأسها تكساس، درجات حرارة تجاوزت 90 درجة فهرنهايت (أي نحو 32 درجة مئوية)، وهي درجات تُعد طبيعية في يونيو أو يوليو، لكنها نادرة في مايو.
وأوضح سيلف أن "تسجيل مثل هذه الدرجات في مايو ليس غريباً تماماً على هيوستن وبعض مناطق تكساس، لكن استمرارها بهذا الشكل خارج عن المألوف".
وشهدت ولاية نورث داكوتا، الواقعة شمالي البلاد، درجات حرارة غير مسبوقة خلال الأيام الماضية، حيث تخطت عدة مدن فيها مستويات قياسية ظلت صامدة لأكثر من مئة عام.
ويُعزى هذا الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة إلى تيارات هوائية دافئة قادمة من الجنوب، تزامنت مع قلة الغيوم وانخفاض في معدلات التبريد الليلي.
الجنوب يستعد لأسبوع ساخن
من المتوقع أن تستمر هذه الموجة الحارة، لا سيما في ولايات الجنوب الشرقي، مثل جورجيا وألاباما ولويزيانا، إضافة إلى تكساس، طول الأسبوع الجاري وربما تمتد إلى الأسبوع المقبل.
وقد يشهد الشمال الأميركي، خاصة مناطق الوسط والشمال الشرقي، بعض التراجع في درجات الحرارة بفضل دخول كتل هوائية باردة مؤقتة.
ربط خبراء المناخ هذه الموجة بمؤشرات تغيّر المناخ الذي بات يغيّر أنماط الطقس الموسمية بشكل ملحوظ. إذ باتت فصول الربيع أكثر سخونة في السنوات الأخيرة، ما يزيد من الضغط على البنى التحتية ويهدد بارتفاع في حالات الجفاف وحرائق الغابات لاحقًا.
ويطالب علماء البيئة بضرورة تعزيز الجهود لمواجهة آثار تغير المناخ، ولا سيما في ظل تكرار الظواهر الجوية المتطرفة في غير مواسمها التقليدية.
دعوات للحذر والتكيف
حثّت السلطات المحلية في الولايات المتضررة المواطنين على تقليل الأنشطة في الخارج خلال ساعات النهار، والإكثار من شرب المياه، وتجنّب تعريض الأطفال والمسنين لأشعة الشمس المباشرة.
كما تم فتح مراكز تبريد عامة في عدد من المدن لتوفير ملاذ آمن لمن لا تتوفر لديهم مكيفات هوائية في منازلهم.